Wednesday 28 December 2016

أدب الطفولة و نشأته دكتور: محمد سليم.ام. طي

أدب الطفولة و نشأته

دكتور: محمد سليم.ام. طي.

تعريف أدب الطفولة:
 أدب الطفولة: هو التعبير بأسلوب بسيط ممتع، وضع خصيصاً لهذه الفئة العمرية أو تلك، كأساس للانتقال بالطفل إلى أدب الكبار.
في كتابي (مدرسة بدر وشعراؤها) أوردت تعريفين؛ الأول علمي والثاني أدبي.
علم أدب الطفولة:
(هو مجموعة القواعد العلمية، لنقل المعرفة إلى الطفل بأيسر طريق.
التعريف الأدبي:
أدب الطفولة: هو فن التعبير الأدبي، الذي يهدف إلى تنمية ما لدى الطفل من مواهب تنعكس على تفكيره وتعبيره 1.
يعرِّف أحمد نجيب هذا الأدب بقوله: (هو الإنتاج الفكري الذي يتلاءم مع فئة من الجمهور هم فئة الأطفال الذين يتميزون بعدم القدرة على تذوق شكل الأدب المخصص للكبار).
ويعرِّف الدكتور علي الحديدي أدب الأطفال بقوله:
 (أدب الأطفال خبرة لغوية في شكل فني، يبدعه الفنان خاصة للأطفال فيما بين الثانية عشرة أو أكثر قليلاً، يعيشونه ويتفاعلون معه، فيمنحهم المتعة والتسلية، ويدخل على قلوبهم البهجة والمرح، وينمي فيهم الإحساس بالجمال وتذوقه، ويقوي تقديرهم للخير ومحبته، ويطلق العنان لخيالاتهم وطاقاتهم الإبداعية، ويبني فيهم الإنسان، كما يمكن أن نعرِّف أدب الأطفال بأنه شكل من أشكال التعبير الأدبي، له قواعده ومناهجه، سواء منها ما يتصل بلغته وتوافقها مع قاموس الطفل ومع الحصيلة الأسلوبية للسن التي يؤلف لها، أو ما يتصل بمضمونه ومناسبته لكل مرحلة من مراحل الطفولة، أو ما يتصل بقضايا الذوق وطرائق التكنيك وصوغ القصة، أو في فن الحكاية للقصة المسموعة)(1)، ولم يكتف الدكتور الحديدي بهذا التعريف الموسع، بل يردفه بتسعة أسطر أخرى.
ويعرِّف الدكتور محمد عبد الرؤوف الشيخ أدب الأطفال بقوله: (إنه فن أدبي إنساني يستخدم اللغة وسيلة له لتحقيق أهداف معينة هي بناء شخصية الطفل في ضوء تعاليم الإسلام، ويناسب خصائص النمو العقلي والنفسي والاجتماعي للطفل)(1)وهذا يندرج تحت مسمى: تعريف الأدب الإسلامي للطفل.
أدب الطفولة في العصر الجاهلي:
الشعر:
 نشأ الشعر مع الإنسان، وترعرع مع مجتمعاته، ونما بنموه، وتطور بتطوره، كان ذلك في الشعر الغنائي، والشعر الملحمي، والحكايات الشعبية من قصص وأساطير...
لقد حفظت لنا بعض المصادر أن العرب في جاهليتهم عرفوا هذا اللون من التعبير عن الطفل؛ فهذا عبد المطلب يأخذ حفيده الرسول صلى الله عليه وسلم فيدخله جوف الكعبة، ويدعو الله عز وجل ويقول(1):
 الحمـد لله الـذي أعـطاني
 هذا الغلام الطيب الأردان
 قد ساد في المهد على الغلمان
 أعيذه بالله ذي الأركـان
 حتى يكـون بُلغة الفتيان
 حتـى أراه بالغ البنيان
 أعيـذه من كل ذي شنآن
 من حاسد مضطرب العنان
ويقول في ولده العباس:
ظنـي بعباس حبيـبي إن كبـر
أن يمنع القوم إذا ضاع الدبـر
وينـزع السجل إذا اليـوم اقمـطر
ويكشف الكرب إذا ما الخطب هر
أكمـل من عبد كـلال وحُجُر
لـو جمعـا لم يبلغـا منه العشُـر


 القصة
ونشأت القصة مع الإنسان الأول، وأول القصص المدونة التي عرفها الإنسان هي القصص والحكايات المصرية المكتوبة على ورق البردي، وترجع إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.
وفي أيام العرب في جاهليتها القصص الكثير، وفي مجمع الأمثال للميداني قصة مقتل الزبَّاء، وهي موغلة في القدم، وقصص كثيرة غيرها. وجاء الإسلام، وظهرت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وصارت حياته وأعماله مادة قص وتشويق للصغار والكبار.
كذلك في قصص الفتوحات الإسلامية، وقصص كليلة ودمنة، وكتاب ( ألف ليلة وليلة ) وقصة حي بن يقظان والقصص الشعبي؛ سيف بن ذي يزن والزير سالم وعنتر وعبلة وتغريبة بني هلال...
أدب الطفولة في العصر الحديث:
أول ما ظهر هذا الأدب في العصر الحديث، كان في فرنسا في القرن السابع عشر، وكانت الكتابة في أدب الأطفال تُنزل من قدر الأديب، إلى أن جاء الشاعر الفرنسي تشارلز بيرو، فكتب للأطفال قصة سندريلا واللحية الزرقاء، فرفع من شأن هذا الأدب.
ثم ظهر أمير الحكاية الخرافية في الأدب العالمي وهو الشاعر لافونتين الذي قرأ له أحمد شوقي وتأثر به.
 أدب الطفولة في الأدب العربي الحديث:
كان شوقي رائد هذا الأدب في الشعر، وكامل الكيلاني في النثر، رحمهما الله تعالى.
أحمد شوقي وأدب الطفولة: في ديوان الشوقيات قسم خاص بالحكايات، وهي خمس وخمسون حكاية شعرية، وعشر مقطوعات شعرية أيضاً بعنوان: (ديوان الأطفال)، وتحتفي كتب أدب الطفولة بحكاية شوقي (الثعلب والديك) وهي جديرة بهذه الحفاوة.
كامل الكيلاني وأدب الطفولة: كان هدف الكيلاني من كتاباته، أن يحبب الأطفال بالقراءة، وكان يكتب بلغة عربية صحيحة، وأول قصة كتبها السندباد، كتبها بلغة بسيطة مفهومة لدى الأطفال، وكان يهدف أن يقوي عاطفة الطفل، أو ينمي خياله وتفكيره، ويعمل على صقل مواهبه وطموحاته(1).
وظل دأب الأدب هكذا، إلى أن عرفت أهميته فتوجه الشعراء وأدباؤهم إليه، ولكنهم جاؤوا متأخرين، وأسسوا مكتبة الطفل، وما يزالون يرفدونها... وإن ظلت حتى الآن بحاجة إلى إمدادها بمتطلبات طفلنا أمل المستقبل.



(1) في أدب الأطفال د. علي الحديدي ص:100 – 101.
(1) مدخل إلى أدب الطفولة د. أحمد عطبة.زلط ص26.ط جامعة الإمام 200.
(1) البداية والنهاية لابن كثير ج3 بتحقيق د. عبد الله التركي.
(1) أدب الأطفال د. عبد العزيز أبو حشيش ( نشرة جامعية ) 1422هـ.

No comments:

Post a Comment

Arabic story for LP

اَنَا اَقُصُ اَمَامَكُمْ قِصِّةً عَنِ دَارِسَةُ الاَمِينَة اِسْمُهَا فَاطِمَة مَاتَ اَبُوهَا قَبْلَ سَنَوَاتٍ وَكَانَتْ تَعِيشُ مَعَ اُمِّهَ...